وجدتني مسؤولة عن تنظيم دورات تكوينية حول المخطط التشاركي الاستثماري السنوي، وهو آلية “تشاركية” تفرضها وزارة الشؤون المحلية وصندوق القروض لدعم الجماعات المحلية، منذ ثلاث سنوات تقريباً. تتحصّل البلديات التي لجأت إلى هاته الآلية “بنجاح” على مبلغ مالي محدد، يختلف حسب البلدية، يتم صرفه على مشروع استثماري معيّن يقوم مواطنون بالتصويت عليه بعد ثلاث جلسات “تشاركية”. المثير في هاته المهمة أنني وجدتني في قلب آلية كنت قد انتقدتها سابقاً، بشراسة أحياناً، ولازلت أتمسك بجلّ النقد: كيف يتم فرض آلية معينة على بلديات لها تدبير حر؟ كيف يمكن اللجوء إلى نفس الآلية في 350 بلدية باختلافاتها وتطلعاتها؟
تحتوي الدورات التكوينية على ثلاثة مكونات: يوم مع المجلس البلدي وإدارة البلدية، ويوم مع المجتمع المدني، ويوم مع المواطنين، نساء وشباب كفئة وجب التركيز عليها.
قمت إلى الآن بتنظيم دورات تكوينية لمجلس وإدارة بلديات دوار هيشر، ونابل، ومنزل عبد الرحمن، ورواد، وباجة، وعين دراهم.
ودورات تكوينية للمجتمع المدني في باجة.
ودورات تكوينية للنساء والشباب في باجة وعين دراهم.
وخرجت بوعي أكثر من كل دورة، مشبعة بقصص حقيقية لأشخاص يحملون الأمل جهاداً ورغبة في الحياة.